Blog Archive

Total Pageviews

Wednesday, September 26, 2018

ميدان محطة الرمل .. الإسكندرية سنة 1942

Image may contain: people sitting and outdoor

Image may contain: people sitting and outdoor

Thursday, May 31, 2018

وفاة مديحة يسري



يعتبر فيلم « ممنوع الحب» أول وآخر فيلم ظهرت فيه مديحة يسرى ككمبارس، ويحسب له أنه كان سببا 
فى تعرف الوسط الفنى بها.


عن كيفية اكتشاف مديحة يسرى قال المخرج محمد كريم فى مذكراته التى نشرت فى كتاب مكون من 
جزءين فى بداية سبعينيات القرن الماضى :أثناء التحضيرلفيلم « ممنوع الحب» عام 1941 كان من المشاكل التى قابلتنى عدم وجود فتاة مصرية جميلة العينين تركزعليها الكاميرا،عندما يغنى عبدالوهاب « بلاش تبوسنى فى عينيه» لتؤكد معنى الأغنية، كان كل الكومبارس الذين يعملون فى السينما فى هذا الوقت معظمهم من الأجانب خاصة الفتيات، وكل أعينهم إما زرقاء أورمادية. وفى أحد الأيام فوجئت بالريجسيير الشهير قاسم وجدى يصطحب معه فتاة سمراء جميلة رائعة العينين، فصرخت على طريقة « أرشميدس» وجدتها ... وجدتها، وزففت الخبر إلى عبدالوهاب، الذى سعد جدا لسعادتى، وعندما سألت الفتاة عن إسمها قالت: «هنومة خليل»، فطلبت تغييره إلى مديحة رفعت، وبالفعل حملت مديحة هذا الإسم لمدة يوم كامل! وفى اليوم التالى طلبت هى تغييره إلى مديحة يسرى.



 الموت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الفنانة المصرية الكبيرة، #مديحة_يسري، عن عمر يناهز 97 عاماً، بعد صارع طويل ومرير مع المرض.
وأكد نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي لـ "العربية.نت" أنه يجري ترتيب الإجراءات الخاصة بدفن جثمان سمراء النيل، على أن يشيع الجثمان ظهر الأربعاء من مسجد السيدة نفيسة.

Thursday, April 12, 2018

أهم جامعي الطوابع في مصر والعالم العربي، عادل حنفي، مؤسس جمعية هواة الطوابع الكائنة في وسط القاهرة

أبرز أحداث تاريخ مصر الحديث في دفاتر "ملك الطوابع" عادل حنفي

أبرز أحداث تاريخ مصر الحديث في دفاتر "ملك الطوابع" عادل حنفي
لا توثق كتب التاريخ وحدها التاريخ بل أحياناً يشوبها العديد من الأخطاء الناجمة عن شخصية المؤلف وانتماءاته أو رؤيته الخاصة، لهذا هنالك طرائق أخرى لتوثيق التاريخ، منها الطوابع البريدية التي تعتبر أحد أهم الشواهد على التاريخ، والتي توثقه من دون أي تدخل.
كما توجد كتب كبيرة تحدثت عن تاريخ مصر توجد أيضاً طوابع وثقت أحداثه، ولهذا انتقلنا لمنزل أحد أهم جامعي الطوابع في مصر والعالم العربي، عادل حنفي، مؤسس جمعية هواة الطوابع الكائنة في وسط القاهرة، وتضم مجموعة كبرى من أندر الطوابع التي تروي تاريخ مصر منذ عام 1866 حتى الآن.

السؤال المهم

في غرفة زاخرة بالرفوف التي تحوي المئات من الدفاتر ومئات الآلاف من الطوابع، يبرز سؤال مهم هو كيف تم جمع هذا الكم من الطوابع التي تمثل تاريخ مصر كاملاً؟ رد على هذا السؤال عادل حفني مؤكداً أنه حصل على تلك الطوابع إما بشرائها من مصلحة البريد أو ممن حصلوا عليها في السابق وجمعوها أو من خلال المقايضة، وتلك هي الطرائق الثلاث للحصول على الطوابع.
وروى حفني تفاصيل زياراته إلى قرى ونجوع الصعيد بحثاً عن الطوابع لشرائها، مشيراً إلى أنه حصل خلال تلك الرحلات على مجموعة كبرى من الطوابع الخاصة بالعهد الملكي. وتساوي ثروة طائلة، ولكنه لم يفكر ولن يفكر في بيعها لأن جمع الطوابع بالنسبة له ليس تجارة بل هواية.

التعامل مع الطوابع

للطوابع طريقة خاصة جداً للتعامل معها تؤكد أنها كنز من الكنوز حرصاً عليها من التلف، إذ يحملها جامع الطوابع بملقاط مخصص لها، كما يحرص على عدم الأكل والشرب في المكان المحفوظة فيه، مع ضرورة وجود علب من المناديل الورقية لمسح اليد قبل لمس الطابع حتى لا يتم إفساده.

أسعارها

تحدد أسعار الطوابع، ندرتها، ووفقاً لعادل حنفي فإن أغلى الطوابع هي الطوابع التي حدث خطأ أثناء طباعتها، فمثلاً طابع قناة السويس الذي صدر عام 2014 هو من أغلى الطوابع المصرية لأن فيه خطأ إذ تم وضع صورة قناة بنما بدلاً من صورة القناة ووصل سعر المجموعة من هذه الطوابع التي سحبت من السوق إلى نحو 4000 جنيه (226$)، وهنالك طابع ولادة الملك أحمد فؤاد الذي يعتبر آخر طابع في العهد الملكي، وهو نادر جداً.
أقوال جاهزة
حصل خلال رحلاته على مجموعة كبرى من الطوابع الخاصة بالعهد الملكي. وتساوي ثروة طائلة، ولكنه لا يفكر في بيعها لأن جمع الطوابع ليس تجارة بل هواية
طابع قناة السويس الذي صدر عام 2014 هو من أغلى الطوابع المصرية لأن فيه خطأ إذ تم وضع صورة قناة بنما بدلاً من صورة القناة

هنا تبدأ الحكاية

عرض عادل حنفي الملقب بملك الطوابع على "رصيف22" أول مجموعة طوابع في تاريخ مصر ظهرت عام 1866 وهي عبارة عن 7 طوابع فيها هرم ونجمة ومكتوب عليها باللغة التركية، إشارةً لوقوع مصر تحت حكم الخلافة العثمانية عام 1517 ميلادية بعد أن انتصر السلطان العثماني سليم الأول على المماليك، واستمر حكم الخلافة 300 عام.
ولدى إصدار الطوابع، كانت مصر واقعة تحت سيطرة أسرة محمد علي باشا وبالتحديد تحت ولاية الخديوي إسماعيل.
أما المجموعة الثانية من الطوابع التي ظهرت عام 1866، فقد كانت عبارة عن 6 طوابع باللغة العربية، وفيها صور عن أهرامات الجيزة وأمامها أبو الهول.

أول الطوابع المصورة

ظهرت الطوابع المصورة الأولى في مصر عام 1923 وعليها صورة الملك فؤاد. كانت مكونة من 12 طابعاً، من العملة مليم حتى العملة جنيه، وسميت بمجموعة  "فؤاد عربي" لأن الكتابة عليها كانت باللغة العربية، وفي عام 1927 ظهرت مجموعة طوابع أخرى للملك فؤاد، ولكن باللغة الفرنسية تقديراً للعلاقات القوية بين مصر وفرنسا في تلك الفترة.
حكم مصر الملك فؤاد الأول من 1917 حتى 1922، وهو ابن الخديوي إسماعيل، وقد تولى عرش مصر عقب وفاة أخيه السلطان حسين كامل عام 1917 وكان مختاراً من قبل السلطات البريطانية التي رفضت تولي نجل السلطان حسين كامل العرش بعد والده.
حقق الملك فؤاد الأول العديد من النجاحات الاقتصادية الكبرى في عهده إذ تم تأسيس بنك مصر الوطني وبنك التسليف الزراعي المخصص لمساعدة الفلاحين، وتأسيس شركة مصر للطيران التي تعتبر العمود الأول للطيران المدني في مصر.
عرف عن هذا الملك اهتمامه بالثقافة، ففي عهده تم إنشاء مجمع اللغة العربية وزيادة المدارس العليا إيماناً منه بدور التعليم في النهضة بالوطن، كما أنشأ الجامعة المصرية عام 1925، والجمعية السلطانية للاقتصاد والإحصاء والتشريف عام 1909، وشيّد مبنىً مخصصاً للبرلمان.
توفي الملك فؤاد في إبريل عام 1936.

أغلى الطوابع المصرية

معلوم أن أغلى مجموعة من الطوابع المصرية بدون شهادة تسمى "مجموعة الخديوي إسماعيل"، والد الملك فؤاد الأول، وهي صدرت عام 1934 وكانت تسمى وقتذاك "مؤتمر البريد العالمي"، لأن مصر اشتركت في البريد العالمي في هذه الفترة.
علماً أن اليوم العالمي للبريد هو 9 أكتوبر من كل عام، وقد تأسس الاتحاد البريدي العالمي عام 1874، وشاركت فيه مصر عام 1934 وبدأت في حضور فعاليات المؤتمر السنوي.

طوابع الأمير قبل أن يصبح ملكاً

في عام 1929، ظهر الملك فاروق لأول مرة على الطوابع البريدية المصرية، ولكن ليس كملك بل كأمير يحتفل بعيد ميلاده العاشر، وكهدية من أسرته له تم إصدار طوابع باسمه وصورته وهو صغير، مع علامة مائية هي عبارة عن تيجان، إشارةً للحكم الملكي.
تكونت مجموعة الاحتفال بالعام العاشر للأمير فاروق من 4 طوابع.
الملك فاروق هو نجل الملك فؤاد الأول، تولى حكم مصر وعمره 16 عاماً وكان قاصراً فتم تشكيل مجلس وصاية حتى يكمل السن القانونية لتنصيبه ملكاً وهي 18 عاماً.
يعتبر "فاروق" آخر ملوك الدولة الملكية، إذ أطاحته ثورة 23 يوليو 1952 أثناء وجوده في قصره بالإسكندرية، وخرج من مصر متنقلاً بين البلدان حتى توفي في مايو 1965 في روما بإيطاليا عن عمر ناهز 45 عاماً.

طوابع وثقت الثورة

وثقت الطوابع أيضاً الثورة المصرية التي اندلعت في 23 يوليو عام 1952 وأنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الدولة الجمهورية التي بدأت برئاسة محمد نجيب ولا تزال مستمرة حتى الآن، وقد ظهرت أول مجموعة طوابع بعد الثورة بشهور لتوضح للعالم ما يحدث في مصر، وكانت أول مجموعة مكونة من 4 طوابع تتضمن  رسومات مختلفة.
الطابع الأول مكون من غصن الزيتون ونجمة مصر، والثاني مكون من سيف العدالة، والثالث مكون من جندي مصري ومواطنين وعلامة تكسير القيود الملكية والاستعمار بجانب خلفية لخريطة مصر، والرابع مكون من رجل وسيدة وفلاح وعسكري وخلفهم العلم المصري القديم الأخضر.
قبل إصدار هذه المجموعة الأولى للثورة، كادت تتوقف حركة إرسال الخطابات بين الناس وبين مصر والدول الأخرى. لذلك استخدمت هيئة البريد الطوابع الخاصة بالملك فاروق الذي جرت الإطاحة به، ولكن تم تشطيبها بـ 3 خطوط على وجه الملك السابق، وتُعرف تلك الخطوط بـ "3 بارا" وهي إشارة لكونه لم يصبح ملكاً لمصر وانتهى عهده تماماً.
يذكر أن ثورة 23 يوليو 1952 قادتها مجموعة من ضباط الجيش يسمون "الضباط الأحرار"، وقد نجحوا في عزل الملك فاروق، وتنصيب زعيمهم محمد نجيب رئيساً لمصر مدة عام قبل أن يتولى الرئيس جمال عبد الناصر الحكم، وبعده الرئيس محمد أنور السادات، وكلاهما من مجموعة الضباط الأحرار.

الطوابع والثقافة

لم تشهد الطوابع المصرية وجود أي مثقفين أو فنانين عليها حتى عام 1957، ذلك العام الذي احتفلت فيه هيئة البريد باِثنين من كبار الشعراء المصريين هما حافظ إبراهيم وأحمد شوقي لمناسبة مرور 25 عاماً على وفاتهما.
ولد إبراهيم عام 1872 بمحافظة أسيوط، وأصبح من أهم شعراء مصر لدرجة أنه لقب بشاعر الشعب وشاعر النيل، ومن أهم قصائده قصيدة "اللغة العربية"، وقصيدة "أيها القائمون". وتوفي عام 1932 إثر أزمة صحية مفاجئة.
أما الشاعر أحمد شوقي، والملقب بـ أمير الشعراء، فقد ولد عام 1868 بالقاهرة، ويعتبر أهم شعراء جيله ومن رواد الشعر الحديث.
ألف شوقي العديد من القصائد التي غنتها أم كلثوم "كوكب الشرق" وحققت نجاحاً كبيراً، ومن أهمها "نهج البردة"، "سلو قلبي"، "النيل".
توفي شوقي أيضاً عام 1932.

كأس العالم 90

لم تغفل الطوابع، بحسب عادل حنفي، حتى الرياضة. فقد وثقت الطوابع المصرية واحداً من أهم الأحداث الكروية في تاريخ مصر، وهو الصعود لكأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية عام 1990 في إيطاليا، وفشلت مصر منذ هذا التاريخ في الصعود لكأس العالم حتى نجحت أخيراً وبعد 28 عاماً من المشاركة في مونديال روسيا لكرة القدم عام 2018.
كان يقود فريق مصر في هذه الفترة المدير الفني المصري محمود الجوهري الذي نجح في الصعود بالمنتخب المصري للمرة الثانية في تاريخه لكأس العالم بعد المشاركة المصرية الأولى عام 1934 في إيطاليا.
خرج منتخب مصر لكرة القدم من الدور الأول للبطولة بعد أن نجح في التعادل مرتين وتلقى هزيمة وحيدة ولم يحرز سوى هدف واحد من ركلة جزاء أمام هولندا، وكان صاحب هذا الهدف نجم الأهلي السابق وعضو اتحاد كرة القدم الحالي مجدي عبد الغني.
يؤكد عادل حنفي أن مصر لم توثق صعودها الأول لكأس العالم عام 1934 بإيطاليا من خلال طوابع، كما أن هيئة البريد لم توثق الصعود الثالث لمصر لكأس العالم عام 2018 بروسيا برغم أهمية الحدث كون مصر ابتعدت عن هذه البطولة الأهم في عالم كرة القدم نحو 27 عاماً.

Thursday, March 1, 2018

قصيدة نهج البردة الشاعر احمد شوقي


ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـــــــــنَ البـانِ وَالعَلَـمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـر الحُــــــرُمِ

رَمــــــــى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً
يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِــــــــنَ الأَجَـمِ

لَمّـا رَنــــــــــــا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً
يا وَيـحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي

جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهــــــــمَ فـي كَبِـدي
جُــــــــرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ

رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النــــاسِ مِـن خُلُـقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُــــــذرِ فـي الشِيَـمِ

يـا لائِمـي فـي هَــــــــــواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ
لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـــــــــم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم

لَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنـــــــــــــــــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـــــــــي صَـمَـمِ

العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـــــــــــرِجـالِ وَمــا
أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـــــــدَلِّ فـي الرَسَـمِ

المُضرِمـاتُ خُــــــدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت
عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـــــــــــادَ لِلـضَـرَمِ

الحامِـلاتُ لِــــــــواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً
أَشكالُـهُ وَهـوَ فَــــــــــردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ

مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـــــــراءَ زُيِّنَـتـا
لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـــي الآرامِ كَالعُصُـمِ

يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـــن عَجَـبٍ
إِذا أَشَـرنَ أَسَـــــــــــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ

وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً
يَرتَعـنَ فــــــــي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ

يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـــــــهُ
أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُــمِ

مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّــــــــى عَـنَّ مَسكَنُـهُ
أَنَّ المُنـى وَالمَنايـــــا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ

مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـر
وَأَخـرَجَ الريــــــمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ

بَيني وَبَينُـكِ مِـــــن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ
وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـــــــــــــةُ العِـصَـمِ

لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِــرىً
مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــــــــــــن إِرَمِ

يـا نَفـسُ دُنيــــــــاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ
وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُســــــــنُ مُبتَـسَـمِ

فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـــــــا ضَحِـكَـت
كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـــــــــاءِ بِالـثَـرَمِ

مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كــــــانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ
مِن أَوَّلِ الدَهــــــرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ

يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِــــــن إِساءَتِهـا
جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنــــــــهُ فــي الأَدَمِ

لا تَحفَـلـي بِجَنــــــــــاهـا أَو جِنايَـتِـهـا
المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثــــلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ

كَــــــــــم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ
لَـولا الأَمانِــــــــــيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ

طَـوراً تَمُـــــــــدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ
وَتــــــارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ

كَــــــم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ
إِن يَلـقَ صابـــــــا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ

يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهـــــــــــا
مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـــــي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ

رَكَضتُها فـي مَريــــعِ المَعصِيـاتِ وَمـا
أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـــــــاتِ لِلتُخَـمِ

هامَـت عَلـى أَثَـــــــــرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ

صَـلاحُ أَمـــــــــــــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ
فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخــــــــــــلاقِ تَستَـقِـمِ

وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـــــرِ عافِيَـةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـــــمِ

تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـــــــــذَّةٍ وَهَــوىً
طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُــــــمِ

إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفــــــرانِ لـي أَمَـلٌ
في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـــــــرِ مُعتَصِـمِ

أَلقـى رَجائـي إِذا عَــــــــزَّ المُجيـرُ عَلـى
مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فــــــــي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ

إِذا خَفَضـتُ جَـنـــــــــــــاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ
عِزَّ الشَفاعَـةِ لَــــــــم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ

وَإِن تَـقَـــــــــــدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ
قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَــــــــــــــدَمِ

لَزِمـتُ بـابَ أَميــــــــــرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن
يُمسِـك بِمِفتـــــــــــاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ

فَـكُـلُّ فَـضـــــــــــــلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ
مـــــــــــــا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ

عَلَّقـتُ مِـن مَدحِــــــــــهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ
فـي يَـــــــومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ

يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيــــنَ أَمدَحُـهُ
وَلا يُقـاسُ إِلـى جـــــــودي لَـدى هَـرِمِ

مُحَمَّــــــــــدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلــــــــقٍ وَمِـن نَسَـمِ

وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ
مَتــى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي

سَنـــــــــــاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً
فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَــــــوءُ فـي عَلَـمِ

قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَــــــــــت أُبُـوَّتُـهُ
مِـن سُـؤدُدٍ بــــــــاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ

نُموا إِلَيهِ فَـــزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً
وَرُبَّ أَصـــــلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي

حَـواهُ فــــــي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ
نـورانِ قامــــا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ

لَـمّــــــــــــــــا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ
بِمـا حَفِظنــــــــا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ

سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
مَصــــــــونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ

كَـم جيئَـةٍ وَذَهــــــــــابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا
بَطحــــاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ

وَوَحشَــــــــةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا
أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ

يُسامِـرُ الوَحـــــــيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ
وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيــــــــرِ يَتَّـسِـمِ

لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ
فاضَـت يَـــــــداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ

وَظَلَّلَـتـهُ فَـصــــــــــــارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ
غَمـامَـــــــــــةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ

مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـــــــــــهـا
قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَــــــمِ

إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـــــــادُ بِـهـا
يُغـرى المـادُ وَيُغـرى كُـــلُّ ذي نَسَـمِ

وَنـودِيَ اِقـــــــرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا
لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـــــهُ بِفَـمِ

هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـــــــــــرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت
أَسمـاعُ مَكَّــــــــةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ

فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهــا
وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـــي السَهـلِ وَالعَلَـمِ

تَساءَلواعَـن عَظيـمٍ قَـــــــد أَلَــمَّ بِـهِـم
رَمـى المَشايِـخَ وَالـــــوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ

ياجاهِليـنَ عَلـى الـهـــــادي وَدَعـوَتِـهِ
هَـل تَجهَلـونَ مَكــانَ الصـادِقِ العَلَـمِ

لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــــــــي صِـغَـرٍ
وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَـــــــــولٍ بِمُتَّـهَـمِ

فـاقَ البُـدورَ وَفــــــاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم
بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ

جـــاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت
وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيــــــــــرِ مُنـصَـرِمِ

آياتُـهُ كُلَّمـا طــــــــــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ
يَزينُـهُـنَّ جَـــــــــــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ

يَكـــــــــــادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ
يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالــرَحِـمِ

يــا أَفـصَـحَ الناطِقـيـنَ الـضــادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهـــــــدُ عِندَ الذائِـقِ الفَهِـمِ

حَلَّيـتَ مِـن عَطَـــــلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ
فـي كُـــــلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ

بِكُـلِّ قَـــــــــــــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ
تُحـيِ القُلــــوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ

سَـرَت بَشائِــــــرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ
في الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَمِ

تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَــرَبٍ
وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِــن عُجُـمِ

ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِالقُـدُمِ

أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـــى لا تَمُـرُّ بِهِـم
إِلّا عَلـــــى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ

وَالأَرضُ مَملــوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ
لِكُــــــلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلــقِ مُحتَـكِـمِ

مُسَيطِرُالفُــــرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ
وَقَيصَرُالـــــرومِ مِـن كِبـرٍأَصَـمُّ عَــمِ

يُعَذِّبـانِ عِبــــــــــادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ
وَيَذبَـحـانِ كَـمــــــــا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ

وَالخَلـــقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم
كَاللَيـــثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ
أَسـتتتترى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ
والرُسلُ في المَسجِدِالأَقصى عَلى قَدَمِ

لَمّـا خَطَـــــــرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم
كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ

صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُــــلُّ ذي خَـطَـرٍ
وَمَـن يَفُـــــــــز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ
جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُـنَّ بِهِـــم
عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّــــــــــــــــةِ الـلُـجُـمِ

رَكوبَـةً لَـكَ مِـن عِـــــــزٍّ وَمِـن شَـرَفٍ
لا في الجِيـادِ وَلا فــي الأَينُـقِ الرُسُـمِ

مَشيئَـةُ الخالِـــــــقِ البـاري وَصَنعَتُـهُ
وَقُــــــدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُهَـمِ

حَتّى بَلَغـتَ سَمــــــــاءً لا يُطـارُ لَهـا
عَلى جَنـــــاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَـدَمِ

وَقيـلَ كُــــــــــــــلُّ نَبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ
وَيا مُحَمَّـــــــدُ هَـذا العَـرشُ فَاِستَلِـمِ

خَطَطـتَ لِلديـــــنِ وَالدُنيـا عُلومَهُمـا
يا قارِئَ اللَــوحِ بَل يـا لامِـسَ القَلَـمِ