Blog Archive

Total Pageviews

Sunday, December 10, 2017

الإمام الشافعي

أنا من القاهرة 7


أنا من القـــاهــــرة
7- الإمام الشافعي



كان سور الأزبكية مقصد العائلة لشراء الكتب...وكنت أحب الشعر من صغري فاشتريت منه كتب شعر منها ديوان الإمام الشافعي ووقعت في هوى تلك الأشعار....وعندما كنت أحفظ أشعاره الرائعة سألتني أمي لمن هذه الأبيات؟؟ فقلت لها للإمام الشافعي فقالت لي هل تعرفين أن الإمام الشافعي مدفون في مصر وله جامع باسمه؟؟ قلت لها على الفور: يبقى نزوره يوم الجمعة ان شاء الله.

****** المشي وسط القاهرة القديمة يعطيك شعورا عبقريا كأنك تمشي داخل التاريخ... أوبالضبط  كأنك تتصفح كتاب تاريخ.....
خاصة مناطق القلعة والجمالية والأزهر والسيدة عاشة والإمام الشافعي وفم الخليج..... وسيتفاجأ القاريء بكم أضرحة آل البيت الموجودة في مصر وخاصة في القاهرة .....

  ورحلتي لمسجد الإمام الشافعي كانت أشبه بدخول شارع التاريخ.....فعندما وصلنا حي الخليفة، نزلنا من الأتوبيس في محطة السيدة عائشة وفي الطريق وجدت عشرات الأضرحة من مساجد آل البيت مثل مسجد السيدة عائشة، والسيدة رقية والسيدة سكينة، والإمام الليث وغيرهم الكثير...وكذلك رأينا الكثير من الأسبلة (جمع سبيل) وهو المكان الذي كان الناس يشربون منه ويملأون الماء قبل وجود المياه في البيوت.

سبيل وقف قيطاس بك

هذا غير الشوارع العتيقة والبيوت القديمة ذات المشربيات...بالإضافة إلى المقابر التي تبدو كمتاحف إسلامية مصغرة....
كأني فتحت كتاب التاريخ فصل (العبقرية المصرية ) ودخلت أتجول بين الصور، وأسجلها بعدسة عيني حتى تصبح محفورة في وجداني وملكا لي.....





مدفن الأشرف قايتباي
لن تكفي السطور لوصف قصة الإمام الشافعي أو سرد لمحات من تاريخه الحافل ولكني سأعطيكم لمحات خاطفة عن حياته....

فهو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ القرشيّ ولد بغزة عام 150 هـ  767 م، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ المُوطـَّأ (للإمام مالك ) وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أصبح مفتيا وهو تحت سن العشرين. هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم سافر إلى اليمن وعمل فيها، ثم ذهب إلى بغداد سنة 184 هـ، ليتعلم عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، ودرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي). 
عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة 195 هـ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ. وفي مصر أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد وذلك لاختلاف طبيعة أهل مصر وطبعهم عن أهل العراق.
 والشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. كما كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً.


أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: «عالم قريش يملأ الأرض علماً».


 ولمَّا وفد إلى مصر، توثقت صلته بالسيدة نفيسة، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان، ويعتبر الإمام الشافعي أكثر العلماء جلوساً إليها وأخذاً عنها، في الوقت الذي بلغ فيه من الإمامة في الفقه مكاناً عظيماً، فقد كان يعتبر مجلسه في دارها مجلس تعلم عنها، ومجلسه في مسجد الفسطاط مجلس تعليم الناس.

وكان الإمام الشافعى إذا مرض يرسل لها ليسألها الدعاء فلا يرجع الرسول إلا وقد شفى الشافعي من مرضه، فلما مرض مرضه الذى مات فيه أرسل للسيدة نفيسة يسألها الدعاء كعادته فقالت: متـَّعهُ الله بالنظر إلى وجهه الكريم، فعلم الشافعى بدنو أجله.

وأوصى الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة إلى دارها فصلت عليه مأمومه بالامام يعقوب البويطى ، حين وفاته عام 204 هـ - 820 م  تنفيذاً لوصيته

مسجد الإمام الشافعي

وقام صلاح الدين الأيوبي ببناء مقبرة الشافعي عام 572 هـ / 1176 م، وهي أول مبنى يقوم على قبر الشافعي. وفي عام 574 هـ / 1178 م، تم الإنتهاء من عمل التابوت الخشبي الذي يعلو التربة.... وهو مزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشاً غاية في الإتقان، وكتب عليه آيات قرآنية وترجمة حياة الشافعي واسم صانعه (عبيد النجار) بالخطين الكوفي والنسخ الأيوبي.

 وفي عام 608 هـ/ 1211 م، توفيت والدة الملك الكامل بن العادل ودفنت في تربة الشافعي بجوار قبر الشافعي، ولذلك شيد ولدها الكامل قبة تغطي التربة، وقد بقي جزء كبير من الضريح الخشبي المحفور ذو الرسوم الرائعة الذي بناه الملك الكامل قائماً، ويعتبر هذا الضريح من أكبر اضرحة مصر على الإطلاق، وتعد القبة الضخمة المغطاة بقبة خشبية مزدوجة من أعظم مباني العصور الوسطى وأجملها زخرفة. 

 
تربة الشافعي على يسار الصورة، وتربة والدة الملك الصالح على يمين الصورة


 وخلافا عن كل المساجد يعلو القبة سفينة بدلا من الهلال المألوف الذي يوضع على القباب، ويقال أن السفينة دلالة على أن الشافعي رضي الله عنه كان بحرا من العلوم.

السفينة على قبة الشافعي


خرجنا من الجامع بعد رحلة روحانية تاريخية أحسست كأني كنت في فيلم تاريخي وأنا أحد أبطاله، وكنت أسجل كل صورة في رأسي كي أرويها لأصدقائي....

No comments:

Post a Comment